وهو عائد من الطائف، وأخرى بالحجون، وفى لفظ بأعلى مكة بالجبال لما أتاه داعي الجن فذهب معه وقرأ عليهم القرآن ورجع لأصحابه من جهة حراء وأخرى ببقيع الغرقد، وفى هاتين حضر ابن مسعود وخط عليه خطا بأمر المصطفى وأخرى خارج المدينة وحضرها الزبير وأخرى فى بعض أسفاره وحضرها بلال بن الحارث، وبهذا لا يبقى تعارض بين الأحاديث ويحصل الجمع بين نفى ابن عباس رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وبينما أثبته غيره من رؤيته لهم والله أعلم ولا يشكل ما مر من حراسة الشهب عند المبعث بما روي من أن السماء حرست بمولده صلى الله عليه وسلم لجواز أن يبقي لهم بعض قدرة الإستماع كاللص فلما بعث زال ذلك بل قال السهيلي إنه بقي منه بقايا يسيرة بدليل وجوده نادرا فى بعض الأزمنة وبعض البلاد وقال البيضاوي لعل المراد منعهم من كثرة وقوعه انتهى من الزرقاني فى موضوعين.
وقوله يصلي الفجر، ولا يعارضه ما ذكر ابن إسحاق من أنه كان يصلي فى جوف الليل لأن الأول كان قبل عند المبعث لما منعوا من استراق السمع، نعم وقع لمن ساق القصة التى هنا وهو يصلي الفجر فإن صح فيكون أطلق على افجر جوف الليل لاتصاله به أو ابتداء الصلاة فى الجوف فاستمر حتى دخل الفجر، والمراد بالفجر الركعتان اللتان كان يصليهما قبل طلوع الشمس فسقط اعتراض البرهان بأن صلاة الفجر لم تكن فرضت اهـ.
وفى الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم أعلمته بهم سمرة وهي بفتح السين وضم الميم شجرة من شجر الطلح وفى الصحيح أنهم سألوه الزاد أي ما يفضل من طعام الإنس فقال: كل عظم ذكر اسم الله عليه هو زادكم يقع فى يد أحدكم أوفر ما كان لحما، ولأبى داوود كل عظم لم يذكر اسم الله عليه، وجمع بينهما بأن رواية مسلم فى حق المؤمنين وهذه فى حق شياطينهم، قال السهيلي وهو صحيح تعضده الأحاديث، وكل بعر علف لدوابكم، زاد ابن سلام فى تفسيره إن البعر يعود خضرا، وسؤالهم الزاد كان فى قصة أخرى كما قال الدمياطي لا فى رجوعه من الطائف إذ