الأحزاب، اللهم أهزمهم وزلزلهم. وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شيء نقوله وقد بلغت القلوب الحناجر؟ فقال نعم. قولوا اللهم استر عوراتنا أي عيوبنا وتقصيرنا، وأمن، بمدّ الهمزة وكسر الميم مخففة ويجوز القصر والتثقيل، روعاتنا، أي خوفنا وفزعنا.
وفي البخاري أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال يوم الخندق، ملأ الله بيوتهم، أي الكفار، أي أحياء وقبورهم أي أمواتا نارا كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس. زاد مسلم صليناها بين المغرب والعشاء، وزاد مسلم أيضا بعد قوله الوسطى صلاة العصر، قال النووي أما تأخيره عليه السلام العصر حتى غابت الشمس فكان قبل نزول صلاة الخوف، وأما اليوم فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العدو بل تصلى بحسب الحال.
ولما أجلى الله عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الأحزاب قال عليه السلام لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا. وفي رواية أنه قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعا كثيرة لا يغزونكم بعدها أبدا ولكن أنتم تغزونهم.
قال الزرقاني وذكر الواقدي أنه عليه السلام قال ذلك بعد أن انصرفوا. وذكر ابن إسحاق والواقدي أنه استشهد من المسلمين يوم الخندق ستة لا غير وكلهم من الأنصار: سعد بن معاذ جرح فيه ومات من جرحه بعد حكمه في بني قريظة، وأنس بن أوس وعبد الله بن سهل الأوسيون والطفيل بن النعمان وثعلبة بن غنمة بمهملة ونون مفتوحتين وكعب بن زيد الخزرجيون رضي الله عن جميعهم.
وزاد الدمياطي: قيس بن زيد بن عامر وعبد الله بن منبه العبدري أصابه سهم فمات منه بمكة، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي