وعمرو بن عبد ود العامري، قاله العلامة محمد بن عبد الباقي وقال حسان يوم الخندق يجيب عبد الله بن الزبعرى شاعر قريش:
(هل رسم دراسة المقام يباب ... متكلم لمحاور بجواب)
(قفز عفا رهم السحاب رسومه ... وهبوب كل مظلة مر باب)
(ولقد رأيت بها الحلول يزينهم ... بيض الوجوه ثواقب الأحساب)
(ودع الديار وذكر كل خريدة ... بيضاء أنسة الحديث كعاب)
(واشك الهموم إلى الإله وما ترى ... من معشر ظلموا الرسول غضاب)
(ساروا بجمعهم إليه وألبوا ... أهل القرى وبوادي الأعراب)
(جيش عيينه وابن حرب فيهم ... متخمطين بحلبة الأحزاب)
(حتى إذا وردوا المدينة وارتجوا ... قتل الرسول ومغنم الأسلاب)
(وغدوا علينا قادرين بأيدهم ... ردوا بغيظهم على الأعقاب)
(بهبوب معصفة تفرق جمعهم ... وجنود ربك سيد الأرباب)
(وكفى الإله المؤمنين قتالهم ... وأثابهم في الأجر خير ثواب)
(من بعد ما قنطوا ففرق جمعهم ... تنزيل نصر مليكنا الوهاب)
(وأقر عين محمد وصحابه ... وأذل كل مكذب مرتاب)
أرض يباب كسحاب خراب، والمحاورة المراجعة في الكلام، والرهم كعنب جمع رهمة بالكسر وهي المطر الضعيف الدائم والمعصفة الريح الشديدة عصفت الريح كضرب اشتدت، وعصفت فهي معصف ومعصفة والمرباب الدائمة من أرب بالمكان أقام به، والحلول النازلون جمع حال، والخريدة: الحيية المتسترة، والكعاب كسحاب ناهدة الثديين، وألبوا: جمعوا، والمتخمط: المتكبر والشديد الغضب، والأيدي: القوة.
وقال كعب بن مالك يجيب ابن الزبعرى أيضا:
(أبقى لنا حدث الحروب بقية ... من خيل نحلة ربنا الوهاب)
(بيضا مشرفة الذرى ومعاطنا ... حم الجذوع غزيرة الأحلاب)
(كاللوب يبذل جمها وحفيلها ... للجار وابن العم والمنتاب)
(وترائعا مثل السراج نمى بها ... علف الشعير وجزة المقضاب)
(عري الشوى منها وأردف نحضها ... جرد المتون وسار في الآراب)
(قواد تراح إلى الصياح إذا غدت ... فعل الضراء تراح للكلاب)