ترك الناظم من الحداة عبد الله بن رواحة، وعامر بن الأكوع ففي المواهب ممزوجا ببعض كلام الزرقاني وكان يحدو بين يديه عليه الصلاة والسلام في السفر عبد الله بن رواحة، أي يقول الحداء بضم المهملة وهو الغناء للإبل.
وفي الترمذي عن أنس أنه عليه الصلاة والسلام دخل مكة في عمرة القضية وابن رواحة يمشي بين يديه ويقول:
(خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضركم على تنزيله)
(ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله)
فقال عمر يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر؟ ! فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: خل عنه يا عمر فلهي فيهم أسرع من نطح النبل. ونضربكم بسكون الباء كقراءة أبي عمرو ان الله يامركم، وقوله اليوم أشرب غير مستحقب، وفي رواية أنه عليه الصلاة والسلام قال يا عمر إني أسمع فاسكت يا عمر. وقوله عن مقيله أي محل نومه وقت القائلة كناية عن محل الراحة وقوله ويذهل الخليل أي يكون أحدهم يهلك فيذهل الهالك عن الحي وعكسه.
وكان يحدو له بين يديه عامر بن الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله الأسلمي المجاهد بالنص النبوي وعامر عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، وفي رواية لمسلم أنه أخوه. قال في الإصابة فيمكن الجمع بأنه أخوه على ما كانت الجاهلية تفعله. وفي رواية أخرى لمسلم أنه عمه. وقد مرت قصته في خيبر، ومن جملتها حداؤه بقوله: والله لولا الله ما اهتدينا إلخ ..