للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيس حرساه معه، وفي المواهب وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يوم بدر في العريش شاهرا سيفه على رأسه صلى الله تعالى عليه وسلم لئلا يصل إليه أحد من المشركين. قال الزرقاني كأنه لم يعده من الحرس، لأن فعله من نفسه خوفا وشفقة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يقصده منه انتهى.

ومقتضاه أنه لا يعد من الحرس إلا من قصد عليه السلام ذلك منه والله تعالى أعلم.

وروى الطبراني أن أبا قتادة حرسه عليه السلام ليلة بدر انتهى.

قال في الإصابة وهو غلط فإنه لم يشهد بدرا انتهى وحرسه أيضا أبو ريحانة الأنصاري في سفر، رواه أحمد وأبو أيوب ليلة دخوله على صفية وابن مسعود ومرشد ابن أبي مرشد الغنوي وحذيفة وخشرم بن الحباب ومحجن بن الأدرع الأسلمي على ما ذكره الشامي والبرهان وكان العباس عمه فيمن يحرسه رواه الطبراني أنظر الزرقاني.

(وترك الحراس لما أخبرا ... بعصمة الله له خير الورى)

العصمة بالكسر المنع، وأخبر مبني للمفعول وخير بالرفع يتنازعه: ترك، يطلبه: فاعلا، وأخبر: يطلبه نائبا، عن الفاعل. ومعنى كلامه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يحترس من أعدائه حتى أنزل الله تعالى عليه: {والله يعصمك من الناس} وترك الحراس حيئنذ. وللعلماء في هذه الآية تاويلان أحدهما أن العصمة عامة في كل مكروه وأن الآية نزلت بعد أن شج وجهه أو كسرت رباعيته عليه السلام، وثانيهما أن المراد العصمة من القتل خاصة، وقال في قرة العين في أخبار الحرمين قد عصمه الله تعالى من أعدائه حيا وميتا، وقد حصل لنا من الحكايات في هذا الباب أن الحكم العبيدي لعنه الله أراد نقل الجسد الكريم إلى مصر وبعث إلى سلطان الحجاز من الحسنين أن يحفر القبر الشريف

<<  <  ج: ص:  >  >>