المفعول عنقه, فمكثوا أياما يتجهزون فأرسل إليهم ابن أبي أن أقيموا في حصونكم فإن معي ألفين من قومي من العرب يدخلون حصونكم وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان, فطمع حيي فأرسل مع أخيه جدي بضم الجيم وفتح الدال وشد التحتية إنا لن نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك, فسار عليه الصلاة والسلام في أصحابه إليهم وركب على حمار وعلي يحمل رايته فلما رأوهم قاموا على حصونهم ومعهم النبل والحجارة ولم تعنهم قريظة ولا ابن أبي ولا غطفان وقال ابن مشكم وكنانة لحيي أين الذي زعمت؟ قال ما أصنع هي ملحمة كتبت علينا فحاصرهم صلى الله تعالى عليه وسلم وقال لهم أخرجوا منها ولكم دماؤكم, وما حملت الإبل إلا الحلقة بإسكان اللام أي الدرع, وقيل السلاح كله, فكانوا يخربون بيوتهم لينقذوا ما استحسنوا منها ثم أجلاهم وحملوا النساء والصبيان واحتملوا أمتعتهم على ستمائة بعير فلحق أكثرهم بخيبر وذهب بعضهم إلى الشام وحزن عليهم المنافقون حزنا شديدا وقبض عليه السلام الأموال فوجد من السلاح خمسين درعا وخمسين بيضة, وثلاثمائة وأربعين سيفا, قال السهيلي ولم يختلفوا أن أموالهم كانت خاصة به عليه الصلاة والسلام وأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب وأنه لم يقع قتال, وفي المواهب أنها كانت حبسا أي وقفا لنوائبه عليه السلام, ولم يسهم منها لأحد, لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب وإنما قذف في قلوبهم الرعب وأجلوا عن منازلهم ولم يكن ذلك عن قتال من المسلمين لهم فقسمها عليه السلام بين المهاجرين ليرفع بذلك مؤنتهم عن الأنصار إذ كانوا قد قاسموهم في الأموال والديار غير أنه أعطي أبا دجانة وسهل بن حنيف لحاجتهما وأعطى سعد بن معاذ سيف الإسلام بن أبي الحقيقي بالتصغير وكان سيفا له ذكر عندهم- انتهى. وقوله لنوائبه جمع نائبه فكان ينفق منها على أهله ويزرع تحت النخيل ويدخر قوت أهله سنة من الشعير والتمر لأزواجه وبني عبد المطلب وما فضل جعله في السلاح, والكراع بضم الكاف وخفة الراء