الحاء المهملة آخره شين معجمة أنا لذلك فصعد ليلقي عليه الصخرة, فقال سلام بالتشديد عند ابن الصلاح وغيره ورجح الحافظ التخفيف ابن مشكم كمنبر لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتم به وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه, فجاءه عليه السلام جبريل فأخبره بما أرادوا فقام صلى الله تعالى عليه وسلم مظهرا أنه يقضي حاجته وترك أصحابه ورجع إلى المدينة واستبطأه أصحابه فقاموا في طلبه حتى انتهوا إليه فأخبرهم بما أرادت اليهود من الغدر به. قال غير واحد نزل فيهم:{يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم} فأمر صلى الله تعالى عليه وسلم بالتهيء لحربهم والسير إليهم واستعمل ابن أم مكتوم إماما بالصلاة بأهل المدينة ولم يستعمل على أمرها أحدا لقربها فإن بينهما ميلين كما قال الزرقاني فحاصرهم ست ليال وقيل عشر يوما وجمع بينهما بأن حصار الستة كان وهم مصرون على الحرب وما زاد أخذوا فيه في أسباب الخروج, ولما تمنعوا في الحصار في حصونهم قطع النخل وحرقها فنادوا يا محمد قد تنهى عن الفساد فوقع في نفوس المسلمين شيء من الكلام حتى نزل:{ما قطعتم من لينة} إلى قوله {وليخزي الفاسقين} , واللينة أنواع التمر كلها ما عدى العجوة والبرني وقيل النخل اللينة كرام النخل, وقيل أرداه وقيل النخلة لا ثمر لها قيل وجملة ما قطع وحرق ست نخلات وبعث رأس المنافقين عبد الله بن أبي وهو من عوف من الخزرج إلى بني النضير حين هموا بالخروج أن أثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم إن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم, فقذف الله في قلوبهم الرعب, فقتل سيدهم كعب بن الأشرف, فلم ينصروهم, وفيهم نزل:{ألم تر إلى الذين نافقوا} إلى قوله {كمثل الذين من قبلهم} , فسألوه عليه السلام أن يجليهم عن أرضهم ويكف عن دمائهم ولابن سعد أنهم لما هموا بغدره بعث إليهم محمد بن مسلمة أن أخرجوا من بلدي فلا تساكنوني فيها وقد هممتم بما هممتم به من الغدر وقد أجلتكم عشرا فمن رأى منكم بعد ذلك ضربت بالبناء