مرفوع على الابتداء على حذف مضاف أي وقتال الغابة ذكر أيضا كما ذكر القتال فيما مر يعني أن بعض أهل السير ذكر أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قاتل في هذه الغزوات الثلاث: غزوة النضير وغزوة وادي القرى وغزوة الغابة أي قاتل أصحابه الذين هم معهم لا أنه باشر بنفسه الكريمة القتال فيها كما مر, ومر أنه لم يباشر قتل أحد بيده إلا أبي بن خلف, لعنه الله, أما غزوة واد القرى فقد مر الكلام عليها في محلها وهي بعد غزوة خيبر ومر فيها عن الواقدي أنه بارز من يهود فيها رجلا فقتله الزبير ثم آخر فقتله الزبير أيضا, ثم آخر فقتله علي, ثم آخر فقتله أبو دجانة حتى قتل منهم أحد عشر مبازرة وأصيب فيها مدعم صاحب الشملة, أما غزوة بني النضير وهم قبيلة كبيرة من اليهود ينتسبون إلى هارون عليه السلام فذكرها ابن إسحاق بعد أحد وبير معونة وعليه فهي في ربيع الأول سنة أربع, وعن عروة أنها كانت على رأس ستة أشهر من بدر قبل وقعة أحد ومال إليه السهيلي وسببها كما قال ابن إسحاق عن عامر بن الطفيل لما قتل أهل بير معونة اعتق عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه رقبة كانت على أمه فرجع عمرو المدينة فقتل في رجوعه رجلين من بني عامر كان لهما عهد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يشعر به, وظن أنه ظفر بثأر بعض أصحابه فأخبره عليه السلام بذلك فقال لأدينهما أي لأعطين ديتهما لما بيننا وبينهما من العهد, وكان بين بني النضير وبني عامر حلف وعهد فخرج عليه السلام إلى بني النضير يستعينهم في دية العامريين فقالوا له نعم يا أبا القاسم اجلس نعينك حتى تطعم وترجع بحاجتك, فجلس عليه السلام إلى ظل جدار من جدرهم فخلى بعضهم ببعض والشيطان لا يفارقهم فائتمروا بقتله وقالوا إنكم لم تجدوه على مثل هذه الحالة وكان معه نحو العشرة من أصحابه أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة وابن عوف والزبير وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة, وقالوا من رجل يعلو على هذا البيت فيلقى عليه صخرة فيقتله ويريحنا منه, فقال عمرو ابن جحاش بفتح الجيم وشد