بالعربية فكتب إليه صلى الله تعالى عليه وسلم لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه وقد علمت أن نبيا قد بقي وكنت أظن أن يخرج من الشام أي لأنه مخرج الأنبياء قبله، وقد أكرمت رسولك وبعثته إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وكسوة وأهديت لك بغلة لتركبها والسلام.
قوله يؤتك الله بالجزم، جواب ثان للأمر أو معطوف بحذف العاطف، وقوله سواء بيننا وبينكم أي عدل ونصف، نستووا نحن وأنتم فيها وفسر الكلمة بقوله أن لا نعبد إلا الله إلخ. والنكال العقوبة والآخرة والأولى كلمتان قالهما فرعون، وبينهما أربعون سنة، الأولى قوله ما عملت لكم من إله غيري، والأخرة قوله أنا ربكم الأعلى. وقيل الأولى الدنيا، ونكالها بالإغراق، والآخرة يوم القيامة بالإحراق، وقوله فقد بفتح الفاء وسكون القاف ودال مهملة مفعول قوله الكافي والخبأ بفتح المعجمة المستورة كأنه يشير إلى الإخبار بالمغيبات، والنجوى ما يتناجى به أي يسارر وهي من جملة الإخبار بالغيب.
وروى الواقدي عن المغيرة بن شعبة في قصة خروجهم من الطائف قبل إسلام المغيرة، أنهم دخلوا على المقوقس وسألهم عما يدعو إليه صلى الله تعالى عليه وسلم فلما أخبروه به قال المقوقس هذا نبي مرسل إلى الناس كافة، ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه فقد أمرهم بذلك عيسى، وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد، ويظهر دينه الى منتهى الخف. والحافر فقالوا أي المغيرة ومن معه لو دخل الناس كلهم معه ما دخلنا معه فهز المقوقس رأسه وقال أنتم فى اللعب.
وقوله وبعثت إليك بجاريتين أي مارية واختها سيرين ولم يذكر الثالثة وهي أختهما قيصر بل اقتصر عليهما لحسنهما وجمالهما.
وروى الواقدي ان المقوقس أرسل إلى حاطب فسأله عن صفته عليه