السلام وإلى ما يدعو فلما أخبره قال القبط لا تطاوعني على اتباعه وأنا أظن بملكي أن أفارقه وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعيد بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما ها هنا وأنا لا أذكر من هذا حرفا ولا أحب أن تعلم بمحاورتي إياك أحدا، قال حاطب، فذكرت قوله لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه انتهى فكان كما قال أنظر الزرقاني.
واستمر المقوقس نصرانيا حتى فتحت منه مصر في خلافة عمر.
(ثم إلى من ملكا عمانا ... عمرا فأسلم له ودانا)
عمان بضم المهملة وخفة الميم وهي التي باليمن سميت بعمان بن سبإ وينسب إليه الجلندي رئيس أهلها والتى بالشام بفتح المهملة وشد الميم وهي التي أراد القائل:
(في وجهه خالان لولاهما ... ما بت مفتونا لعمان)
وليست مرادة هنا قطعا وإنما اختلف الرواة في ما جاء في بعض طريق حديث صفة الحوض النبوي نقله الزرقاني عن ابن حجر ومعنى أسلما انقادا له: وضدقاه وضمير له للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومعنى دانا أطاعا فمعناهما متقارب وعمرا بالنصب عطف على دحية من قوله (ودحية الى هرقل أرسلا) وهو ابن العاصي بن ائل السهمي يعنى أنه عليه السلام أرسل عمرو بن العاصي فى ذي القعدة سنة ثمان الى جيفر بفتح الجيم فتحتيه ساكنة ففاء مفتوحة فراء مهملة وعبد بموحدة وقيل تحتية بلا إضافة وللطبراني عباد وضبطه فى الفتح بفتح المهملة وشد التحتية وآخره معجمة ابنا الجلندي وهما المراد بقوله عن ملكا عمانا فصدقا وانقادا لشريعته فأقرهما عليه السلام على الملك وكتب الكتاب المبعوث معه أبي بن كعب ونصه بعد البسملة:
من محمد بن عبد الله ورسوله إلى جيفر وعبدا ابني الجلندي سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني ادعوكما بدعاية الإسلام أسلما تسلما،