للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإني رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، وإنكما إن أقررتما بالاسلام وليتكما وإن أبيتما أن تقربا الإسلام فإن ملككما زائل عنكما وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما.

قال عمرو فخرجت وسرت حتى انتهيت إلى عمان، فلما قدمتها عمدت إلي عبد وكان أحلم الرجلين وأسلمهما خلقا، فقلت إني رسول رسول الله إليك وإلى أخيك فقال عبد أخي المقدم علي فى السن والملك، وأنا أوصلك إليه ثم قال عبد وما تدعو إليه؟ قال إبى عبادة الله وحده لا شريك له وأن تخلع من عبد من دونه وتشهد أن محمدا عبده ورسوله. فقال يا عمرو انك ابن سيد قومك وكيف صنع أبوك فإنا لنا فيه قدوة؟ قلت مات ولم يؤمن وقد وددت أنه كان أسلم وقد كنت على مثل رأيه حتى هدانا الله للإسلام، فسألني أين كان إسلامك؟ قلت عند النجاشي، فأخبرته أنه قد أسلم. قال كيف صنع قومه بملكه؟ قلت أقروه. قال والأساقفة والرهبان تبعوه؟ قلت نعم. ثم قال ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي؟ قلت بلي كان النجاشي يخرج خرجا فلما أسلم قال لا والله لو سألني درهما واحدا ما أعطيته. فبلغ هرقل قوله فقال يناف أخوه اتدع عبدك لا يخرج لك خرجا ويدين دينا محدثا؟ قال هرقل رجل رغب فى دين واختاره لنفسه ما أصنع به والله لولا الضن بملكي لصنعت كما صنع. فمكث عمرو بباب عبد أياما وهو يصل إلى أخيه ويخبره خبر عمرو ثم انه أدخله على جفير قال عمرو فأخذ أعوانه بضبعي فقال دعوه فأرسلت فذهبت لأجلس فأبوا أن يدعوني أجلس، فقال تكلم بحاجتك فدفعت إليه الكتاب مختوما ففضه وقرأه ثم دفعه إلى أخيه عبد وقرأه مثل ما قرأه إلا أني رايت أخاه أرق منه، فقال جيفر: كيف صنعت قريش؟ فقلت تبعوه إما راغب فى الدين وإما مقهور بالسيف. قال ومن معه؟ قلت الناس قد رغبوا فى الإسلام واختاروه على غيره، وعرفوا أنهم كانوا فى ضلال، فما أعلم أحد بقي غيرك فى هذه الحرجة وإن لم تسلم اليوم وتتبعه يوطئك الخيل فاسلما تسلم. ويستعملك على

<<  <  ج: ص:  >  >>