(هما زلا بالبر ثم ترحلا ... فأفلح من أمسى رفيق محمد)
(فيال قصس ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا يجاري وسؤدد)
(ليهنأ بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد)
(سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد)
(دعاها بشاة حائل فتحلبت ... له بصريح ضرة الشاة مزبد)
(فغادرها رهنًا لديها لحالب ... يرددها في مصدره ثم مورد)
قوله جزى الله الخ .. في رواية جزى الله خيرًا، والجزاء بكفه ورفيقين مفعول، جزى وحلا من الحلول، وفي رواية قالا من القيلولة، وخيمتي تثنية خيمة، بيت تبنيه العرب من عيدان الشجر، ومن قديد إلى المشال ثلاثة أميال بينهما خيتما أم معبد، وقوله هما نزلا بالبر الخ .. هو ضد الإثم، وقوله فأفلح الفلاح أجمع اسم لأنواع الخير، وفي رواية هما رحلا بالحق وانتزلا به، وفي أخرى هما نزلاها بالهدى فاهتدت به، فقد فاز وزوى قبض، والفعال، بفتح الفاء وخفة العين الكرم ويجوز أن يكون بكسر الفاء جمعًا، قاله البرهان وتبعه الشامي، وقوله لا يجاري في رواية يجازي بالزاي واليهنأ بفتح اليء وتثليث النون ليسر، وكعب هو ابن عمرو أبو خزاعة، وقوله مكان في رواية مقام بفتح الميم والمرصد بفتح الميم والصاد مقعدها بمكان ترصد أي ترقب فيه المؤمنين لتواسيهم، وقوله سلوا أختكم عن شاتها أي التي حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارًا في وقت واحد، مع أنها لم يطرقها فحل ولم تستطع الرعي من الهزال، فإنها معجزة باهرة لا تنكر، والصريح بالصاد والحاء المهملتين اللبن الخالص، وضرة الشاة بفتح الضاد المعجمة وشد الراء أصلها ضرعها، وهو فاعل تحلبت، ومزبد بصيغة اسم الفاعل علاه الزبد، نعت الصريح، وقوله فغادرها البيت أي ترك الشاة عندها ذات لبن مستمر، يردد الحالب الحلب عليها مرة بعد مرة لكثرة لبنها. انتهى، هذا التفسير من الزرقاني، قالت أسماء: فلما سمعنا قوله- أي الهاتف- عرفنا أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الكلاعي وغيره فلما سمع بذلك حسان بن ثابت قال يجاوب الهاتف، وقال في النور