للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواية والدراية؛ لأن الطويل مسكوت عنه، مع أن عظم اللحية بلا طول غير مستحسن عرفًا، فكما أن الطول الزائد على القبضة غير ممدوح شرعًا، ثم هذا لا ينافي ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا من سعادة المرء خفة لحيته كما رواه الأربعة، فإن الكثيف والخفيف من الأمور الإضافية فيحمل على الاعتدال الذي هو الكمال في جميع الأحوال، ولا يبعد أن يحمل الكثيف على أصله، والخفيف على عدم طوله وعرضه، وأما قول الفقهاء اللحية الخفيفة هي التي تظهر في البشرة من تحتها، ومبنى الكلام الأحاديث هذه على المعنى اللغوي تصحيحًا واصطلاحًا. انتهى كلامه.

تنبيه

في الترمذي عن شعبة عن سماك بن حرب من حديث جابر بن سمرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين، قال شعبة قلت لسماك ما أشكل العين؟ قال طويل شق العين. انتهى.

قال البيجوري هذا التفسير خلت منه كتب اللغة المتداولة، ومن ثم جعله القاضي عياض وهمًا من سماك، والصواب ما اتفق عليه العلماء وجميع أصحاب الغريب من أن الشكلة حمرة في بياض العين، وأما الشهلة فهي حمرة في سوادها، والشكلة إحدى علامات النبوءة كما قال الحافظ العراقي، والأشكل محمود محبوب، قال الشاعر:

(ولا عيب فيها غي شكلة عينها ... كذاك عتاق الخيل شكل عيونها)

انتهى كلامه.

قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ولما لم ندر أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى رجل من الجن من مؤمنيهم بعد ثلاث ليال، ولا أعرف اسمه، قاله في النور، وفي رواية أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات شعر غناء العرب وإن الناس يتبعونه يسمعون صوته، ولا يرون شخصه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:

(جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد)

<<  <  ج: ص:  >  >>