فلا ينافه قول الطويل، وأزج الحواجب أدقها مع غزارة شعرها وتقوس أصلها، قال ابن سلطان في الجمع بين حديث أم معبد في وصفه بالقرن، وحديث ابن هالة بنفيه، ولعل منشأ الخلاف من جهة قرب الراء وبعده، وقال في الشفاء والأدعج شديد سواد الحدقة، وفي الحديث الآخر أشكل العين، وأسجر العين، وهو أنها في بياضها حمرة، قال شارحها قوله الحديث الآخر أي الذي رواه مسلم أشكل العين وأسجر العين وهما بمعنى، وقوله حمرة أي يسيرة. انتهى.
وقول الشارح فيما تقدم كقول عائشة رصي الله عنها، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا، الحديث في الترمذي في الشمائل ولفظه: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه، قال البيجوري في شرحه يسرد بضم الراء ومعناه يأتي بالكلام على الولاء ويتابعه ويستعجل فيه، وقولها كسردكم في نسخة بدون كاف، وقوله هذا أي الذي تفعلونه، فإنه يورث لبسًا على السامعين، وقوله بين فصل أي ظاهر مفصول ممتاز بعضه من بعض بحيث يتبينه من يسمع ويمكنه عده، وهذا أدعى لحفظه ورسوخه في ذهن السامع مع كونه يوضح مراده ويبينه بيانًا تامًا، بحيث لا تبقى فيه شبهة، وقوله من جلس إليه مراده من أصغى إليه وإن لم يجلس إليه. انتهى.
وما مر من تفسير كثاثة اللحية بأن تكون غير دقيقة ولا طويلة هو للقسطلاني، وقال البيجوري في تفسير قول الشمائل كث اللحية أي بفتح الكاف، وفي رواية كثيف اللحية، وفي أخرى عظيم اللحية، وعلى كل فالمعنى أن لحيته صلى الله عليه وسلم كانت عظيمة، واشتراط جمع من الشراح مع الغلظ القصر متوقف على نقل من كلام أهل اللسان. انتهى كلامه.
وقال ابن سلطان في شرح الشفا: كث اللحية أي غزير شعرها، وكثير أصلها، وفي رواية كثيف اللحية، وفي أخرى عظيم اللحية، كما في شرح الشمائل لابن حجر المكي من قوله غير دقيقها ولا طويلها ينافي