يعلم أنه قاتل في غزاة إلا في أحد، ولم يقتل أحدًا إلا أبي بن خلف فيها، فلا يفهم من قولهم قاتل في كذا أنه بنفسه كما فهمه بعض الطلبة ممن لا إطلاع له على أحواله عليه السلام. انتهى. ثم قال الزرقاني ففي قوله يعني القسطلاني بنفسه شيء، وأجيب بأن المراد قتال أصحابه بحضوره فنسب إليه لكونه سببًا في قتالهم، ولم يقع في باقي الغزوات قتال منهم ولا منه، قال في النور قد يرد على ابن تيمية حديث:"كنا إذا لقينا كتيبة أو جيشًا أول من يضرب النبي صلى الله عليه وسلم"، ويمكن تأويله، ثم قال القسطلاني وهذا يعني عده لغزوة الفتح على قول من قال فتحت مكة عنوة، قال الزرقاني وهم الجمهور، وأما على قل الأقل فتحت صلحًا، فيكون القتال في ثمان، وقال الزرقاني أيضًا قال ابن عقبة قاتل في ثمان، وأهمل عد قريظة؛ لأنه ضمها للخندق، لكونها كانت إثرها، وكذا وقع لغيره عد الطائف وحنين وأحدًا، لكونها كانت في أثرها، هكذا في فتح الباري، وإنما كان لا ينفي أنه قاتل في جميعها غايته أن على عد الاثنتين واحدة بالاعتبار المذكور يكون قاتل في موضعين منها انتهى.
والحديث الذي ذكر أنه يرد على ابن تيمية ذكره في الشفا، ونسبه ابن سلطان لأبي الشيخ، وقال ابن سلطان إن النسفي قال في تفسيره لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده غيره، يعني أبيا، انتهى كلامه.
ثم بين الناظم رحمه الله تعالى أسماء الغزوات التي قاتل فيها عليه السلام فقال:(بدر أحد والخندق* بني قريظة بني المصطلق* وغزوة الطائف مع حنين) قوله بدر وما بعده بالجر بدل من قوله سبع المتقدم يعني أن هذه الغزوات السبع هي التي وقع فيها القتال من أصحابه بحضرته صلى الله عليه وسلم على ما قال الناظم، وهي غزوة بدر وهي قرية مشهورة بين مكة والمدينة على نحو أربع مراحل من المدينة قاله النووي نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة كان نزلها وقيل بدر بن الحارث ابن كلدة حافر بئرها، وقيل بدر اسم البئر التي بها سميت البير بدًار لاستدارتها كبدر السماء، أو لصفاء مائها ورؤية