حزم أنها بعد العشيرة بعشرة أيام، فأغار كرز بضم الكاف وسكون الراء وبالزاء آخره، ابن جابر الفهري، وكان من رؤساء المشركين ثم أسلم وصحب واستشهد في غزوة الفتح على سرح المدينة، وهو بفتح السين وسكون الراء وبالحاء المهملات الإبل والمواشي التي تسرح للرعي بالغداة، كما في النور والسبل، ولعل المراد بالمواشي المال السائم، وإن كانت المواشي كما في القاموس الإبل والغنم، وفي العيون السرح ما رعوا من نعمهم، فخرج صلى الله عليه وسلم في أثره حتى بلغ سفوان، وهو بفتح السين المهملة وفتح الفاء وبالنون بعد الألف موضع من ناحية بدر، هكذا في النهاية، وتبعه السمهودي فقال سفوان بفتحات واد من ناحية بدر، وقيل الفاء ساكنة، وحمل اللواء، وكان أبيض كما في الشامية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ففاته كرز فرجع ولم يلق كيدًا، وكرز هذا هو الذي استنقذ لقاح النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من العرينيين، وجيء بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم، وهذه الغزوات الأربع التي ذكرت قبل ما سمي الناظم رحمه الله تعالى، فلهذا ذكرناها هنا، ويليها غزوة بدر الكبرى، والكبرى نعت لغزوة لا لبدر، وتسمى العظمى والثانية، وبدر القتال وبدر الفرقان، قاله الزرقاني ولما كانت الغزوات التي غزاها صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة، منها ما اتفق فيه قتال، ومنها ما لم يتفق فيه قتال، أشار المؤلف إلى بيان ذلك فقال (وفي سبع بغير لبس* قاتل) المجرور السابق متعلق بقوله قاتل، وفاعل قاتل ضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم واللبس والاختلاط يعني أنه صلى الله عليه وسلم قاتل في سبع من الغزوات التي غزاها بنفسه الشريفة، وسيبينها الناظم قريبًا، والمراد بقتاله فيها عليه السلام قتال أصحابه للكفار فيها بحضرته، وأما هو عليه السلام فلم يعلم أنه قاتل بنفسه إلا في أحد، ولم يتقل أحدًا إلا أبي بن خلف، فقتله في أحد، قال في المواهب وقاتل في تسع منها بنفسه، بدر وأحدًا والمريسيع والخندق وقريظة وخيبر وفتح مكة وحنين والطائف، قال الشيخ محمد بن عبد الباقي في شرحها قال ابن تيمية لا