أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم (صلى الله عليه وسلم) أن يجيبوه، ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات لا تجيبوه ثم قال أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات فلما لم يجبه أحد قال لأصحابه أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله، والله إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقى لك ما يسؤك، وفي البخاري في المغازي أبقى لله عليك وفي لفظ لك ما يحزنك، بالتحتية المضمومة وسكون الحاء المهملة بعدها نون أو بالمعجمة وبعدها تحتية ساكنة، قال أبو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال، أي بكسر المهملة وتخفيف الجيم أي دول مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء، قال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال أبو سفيان إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا فلما أجاب عمر أبا سفيان قال له هلم إلي يا عمر فقال صلى الله عليه وسلم لهمر ائته فانظر ما شأنه، فقال أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا؟ قال عمر: اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن. قال أنت عندي أصدق من أبي قمأة وأبر انتهى. وإنما أجاب عمر أبا سفيان بعد نهيه عليه السلام حماية للظن بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتل قاله القسطلاني. قال الزرقاني عقبه في فتح الباري عن ابن عباس عند أحمد والحاكم أن عمر قال يا رسوله الله ألا أجيبه قال بلى، فكأنه نهى عن إجابته في الأولى وأذن فيها في الثالثة انتهى. وتوجه صلى الله عليه وسلم يلتمس أصحابه فاستقبله المشركون فروا وجهه الشريف فأدموه وكسروا رباعيته بفتح الراء وهي السن التي بين الثنية والناب والمراد أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها وهي اليمنى السفلى كما في سيرة ابن هشام ولما جرح صلى الله عليه وسلم أخذ شيئا فجعل ينشف دمه فيه ليمنعه من النزول على الأرض ويقول لو وقع شيء منه على الأرض لنزل عليهم العذاب من السماء وفي الينابع لو وقع منها يعني قطرات الدم شيء على الأرض لم ينبت عليها نبات ثم لم يكتف صلى الله عليه وسلم بإزالة ما ينزل