ربك فاسأله التخفيف، قال فلم أزل أرجع بين ربى وموسى حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فتلك مسون صلاة، ومن هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها فلم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال فنزلت حتى أتيت موسى فأخبرته، فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجعت إلى ربى حتى استحييت منه. وفى حديث ابن شهاب قول كل نبي له مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح إلا آدم وإبراهيم فقالا له: والابن الصالح. وفيه من طريق ابن عباس رضي الله عنه حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام اهـ.
والإسراء مصدر أسرى يقال سرى وأسرى إذا سار ليلا قال أهل الإشارة وهم المحققون من الصوفية والحكمة فى تخصيص الإسراء بالليل أنه تعالى لما محى آية الليل أي طمس نورها لتسكن فيه والإضافة بيانية وجعل آية النهار مبصرة أي مبصرا فيها انكسر الليل فجبر بأن أسري فيه بمحمد صلى الله عليه وسلم وذلك أعظم الجبر، وقد افتخر النهار بالشمس فقيل لا تفخر فإن كانت شمس الدنيا تشرق فيك فسيعرج شمس الوجود فى الليل إلى السماء، وقيل لأنه صلى الله عليه وسلم سراج والسراج إنما يحصل الإنتفاع به بإيقاده ليلا، وفى ذلك المعنى قيل:
(قلت يا سيدى فلم تؤثر الـ ... ـليل على بهجة النهار المنير)
(قلت لا أستطيع تغيير وسم ... هكذا الوسم فى طلوع البدور)
(إنما زرت فى الظلام لكي ما ... يشرق الليل من أشعة نورى)
ومعنى الأبيات أنه سأله محبوبه عن حكمة زيارته ليلا دون النهار فقال أنا بدر وهو إنما يظهر أثره ليلا ولا يستطيع تغيير ذلك الأثر، وإن فى زيارته ليلا فائدة تظهر لو زار نهارا وهى إشراق الليل بنوره، اهـ - من الزرقاني.
وظاهر الآية ان ابتداء الإسراء كان من نفس المسجد لحديث بينا أنا