مراده بالفضلاء على عددهم ومعرفتهم وإن اختلفوا في أسماء بعضهم وأما ما فوق ذلك ففيه اختلاف كثير، قال ابن دحية أجمع العلماء والاجماع حجة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما انتسب إلى عدنان ولم يجاوزه، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان ثم يمسك ويقول كذب النسابون، قال الله تعالى {وقرونا بين ذلك كثيرا}.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إنما ينسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا يدرى ما هو. وقوله إنما ينسب بتحتية فنون النبي صلى الله عليه وسلم أو بنونين أي معاشر قريش وقوله لا يدرى بياء ونون وفي سيرة العسقلاني اختلف فيما بين عدنان وإسماعيل اختلافا كثيرا ومن إسماعيل إلى آدم متفق على أكثره وفيه خلاف يسير في عدد الآباء وفيه خلف يسير في عدد الآباء وفيه خلف أيضا في ضبط بعض الأسماء. وقال عروة بن الزبير ما وجدنا أحدا يعرف بعد معد بن عدنان.
وسئل مالك عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك، قيل له فإلى اسماعيل فكره ذلك أيضا وقال على سبيل الانكار من أخبره حتى يعتمد عليه وكذا روي عنه أنه كره ذلك في رفع نسب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى آدم وإذا كان كذلك فالذي ينبغي لنا الاعراض عن ما فوق عدنان لما فيه من التخليط والتغيير للألفاظ وصعوبة تلك الأسماء مع قلة الفائدة في ذكرها اهـ من المواهب وشرحها.
ورأيت في شرح لهذا النظم لم يسم مؤلفه نفسه أن معرفة آبائه صلى الله عليه وسلم المجمع عليهم واجبة على كل مؤمن. وفي مطالع المسرات بعد قول دلائل الخيرات النبي العربي القرشي الزمزمي المكي التهامي ما نصه هذه الأوصاف المذكورة هنا مما يجب اعتقاده في حقه صلى الله عليه وسلم إذ هي من جملة مشخصاته المعينة له اهـ.
(وها أنا أشير لاسم كل ... منهم بحرف منه مستقل)
ها حرف تنبيه وأنا مبتدء وأشير خبره ومر ما يقال فيه، وبحرف متعلق بأشير ومنهم صلة لحرف أي حرف من اسم كل واحد منهم