(شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا ... تصرج ثوبيه دماء الأخادع)
(وكانت هموم النفس من أجل قتله ... تلم فتحيني وطاء المضاجع)
(حللت به وتري وأدركت ثأرتى ... وكنت إلى الأوثان أول راجع)
(ثأرت به جهرا وحملت عقله ... سرات بني النجار أرباب فارع)
وقال أيضا:
(جللته ضربة باتت لها وشل ... من نافع الجوف يعلوه وينصرم)
(فقلت والموت تغشاه أسرته ... لا تامنن بني بكر إذا ظلموا)
وتضرج تلطخ والأخادع عروق القفا ووطاء أي لين، وفارع اسم حصن لهم وجللته علوته ووشل أي متحلب وناقع الجوف دمه. وأصاب عليه السلام من بني المصطلق سبيا كثيرا فقسمه في أصحابه وكان فيمن أصيب يومئذ أمنا جويرية ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له فكاتبته علي نفسها. قال عائشة وكانت تعني جويرية امرأة حلوة لها ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تستعينه في كتابتها فوالله ما هو إلا ان رأيتها علي باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيري منها ما رأيت فدخلت عليه فقال: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لا يخفي عليك، فوقعت في سهم ثابت بن قيس أو ابن عمر له فكاتيته فجئت أستعينك علي كتابتي. قال فهل لك في خير من ذلك؟ قالت وما هو يا رسول الله؟ قال اقضي عنك كتابنك وأتزوجك؟ قالت نعم با رسول الله، قال قد فعلت. وخرج الخبر إلي الناس أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قد تزوج جويرية فقال الناس هؤلاء أصهار رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم انتهى. وروى الواقدي أنها قالت رأيت قبل قدوم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بثلاث كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس حتى قدم رسول الله صلى الله تعالى