الإسلام هذا من أهل النار، فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت فيه الجراح فكاد بعض الناس يرتاب فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها سهما فنحر نفسه فاشتد رجل من المسلمين فقال يا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صدق حديثك، انتحر فلان فقتل نفسه. فقال قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
قوله شهدنا خيبر مجاز عن جنسه من المسلمين فالثابت أنه إنما جاء بعد فتحها وشهد قسم غنائمها بها اتفاقا والرجل المذكور قال الحافظ وقع لجماعة ممن تكلم على البخاري أنه قزمان بضم القاف وسكون الزاي المعجمة الظفري بفتح المعجمة والفاء نسبة إلي بني ظفر بطن من الأنصار المكنى أبى الغيداق بمعجمة مفتوحة فتحتية ساكنة آخره قاف ويعكر عليه ما جزم به ابن الجوزي تبعا للواقدي أن قزمان قتل بأحد وكان تخلف عن المسلمين فعيره النساء فخرج حتى صار فى الصف الأول ثم فعل العجائب فلما انكسر المسلمون كسر جفن سيفه وجعل يقول الموت أحسن من الفرار فمر به قتادة بن النعمان فقال هنيئا لك الشهادة فقال والله إني ما قاتلت على دين وإنما قاتلت على حسب قومي ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه. لكن الواقدي لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف، وعن سلمة بن الأكوع ان عليا لما أخذ الرابة خرج يهرول هرولة قال وأنا تتبع أثره حتى ركز رأيته فى رضم من حجارة تحت الحصن فأطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت؟ قال أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي علوتم وما أنزل الله على موسى أو كما قال، فما رجع حتى فتح الله على يديه.
وقاتل النبي صلى الله تعالي عليه وسلم أهل خيبر وقاتلوه أشد القتال واستشهد من المسلمين خمسة عشر وعدهم الشامي أربعا وثلاثين فالله أعلم.
وقتل من اليهود ثلاثة وتسعون بفوقية قبل السين وفتحها على حصنا