وقال الكلبي كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان في أمر الجاهلية وفي الحديث خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي رواه الطبراني وابن عساكر وروى أبو نعيم عن ابن عباس مرفوعا «لم يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا»، وروى ابو نعيم عنه صلى الله عليه وسلم عن جبريل قال:«قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام، ولم أر بنى أب أفضل من بنى هاشم» وأخرجه الطبراني والإمام أحمد والبيهقي والديلمي وابن لال وغيرهم قال الحافظ ابن حجر لوائح الصحة لائحة على صفحات هذا المتن وقال ابن تيمية وليس فضل العرب لقريش فبني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل أي باعتبار الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة. قال وبذلك يثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا ثبت الدور انظر الزرقاني.
ولما ذكر نسبه صلى الله عليه وسلم جره ذلك إلى ذكر حفر زمزم وذكر الذبيحين لأن حافرها عبد المطلب جده وحفرها هو بسبب كون عبد الله ذبيحا، فقال:
(وشيبه) هو عبد المطلب شيبة الحمد (إذ) أي حين فهو ظرف زماني مضاف للجملة بعده والعامل فيه قوله الآتي همت وقوله (بئر زمزم) مفعول حفر ومضاف إليه ما قبله ومعنى (حفر) أراد حفرها وشرع فيه كما يأتي وحفر كضرب (همت بمنعه) من اتمام حفرها (قريش) فاعل همت وذلك أنه جعل يحفرها ثلاثة أيام فلما بدى له الطي كبر وقال هذا طي إسماعيل فقاموا إليه فقالوا إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقا فأشركنا فيها فأبى فقال عدي بن نوفل بن عبد مناف، يا عبد المطلب تستطيل علينا وأنت فذ لا ولد لك ولم يكن له يومئذ ولد إلا