يغلوا فداءها؛ ثم ردها بست قلائص على ما لابن إسحاق. وروى البيهقي عن الإمام الشافعي أنه ردها بلا شيء. وذكر ابن سعد أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كسى كل واحد من السبي قبطية؛ وقال ابن عقبة كساهم ثياب المعقد بضم الميم وفتح العين وشد القاف، ضرب من برود هجر، وفي الاكتفاء أن عيينة لما امتنع من رد العجوز قال زهير بن صرد والله ما فوها ببارد، ولا ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد ولا زوجها بواجد ولا درها بماكد أي ولا لبنها بعزيز فردها بست فرائض حين قال له ذلك. وأعطى صلى الله تعالى عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وكانوا أشرافاً يتألفون ويتألف قومهم فأعطى أبا سفيان بن حرب وابنه معاوية وحكيم بن حزام والحارث بن الحارث بن كلدة والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى وصفوان بن أمية وكل هؤلاء من أشراف قريش والأقرع بن ح ابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري ومالك بن عوف النصري أعطى كل واحد من هؤلاء المسلمين من قريش وغيرهم، مائة بعير وأعطي دون المائة رجالاً من قريش منهم مخرمة بن نوفر وعمير بن وهب وأعطي سعيد بن يربوع المخزومي وعدي بن قيس السهمي خمسين خمسين، وأعطى عباس بن مرداس أبا عير فسخطها وقال يخاطب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم:
(وكانت نهابا تلافيتها ... بكرى على المهر في الأجرع)
(وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع الناس لم أهجع)
(فأصبح نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والاقرع)
(وقد كنت في الحرب ذا تدرء ... فلم يعط شيئاً لم أمنع)
(وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع)
(وما كنت دون أمرء منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع)
فقال صلى الله تعالى عليه وسلم اقطعوا عني لسانه. فأعطوه حتى رضي، فكان ذلك قطع لسانه. انتهى من الاكتفاء.
وزاد الزرقاني من أعاه مائة أسيد بفتح فكسر بن جارية بجيم