عشراً، فلم يلق أحداً. قال الزرقاني والكدر بضم الكاف وسكون الدال وسببها أنه عليه الصلاة والسلام بلغه أن بهذا الموضع جمعاً من بني سليم بضم السين وفتح اللام وغطفان وذكر ابن إسحاق والجماعة أنه أرسل نفراً من أصحابه في أعلى الوادي واستقبلهم صلى الله تعالى عليه وسلم في بطن الوادي فوجد رعاء بالكسر جمع راع فيهم غلام يقال له يسار بتحتية ومهملة فسأله عن الناس فقال لا علم لي بهم إنما أورد الخمس وهذا يوم ربعي والناس قد ارتفعوا في المياه ونحن عزاب في النعم.
وانصرف صلى الله تعالى عليه وسلم وقد ظفر بالنعم فانحدر بها إلى المدينة واقتسموا غنائمهم وكانت خمسمائة بعير بصرار وهو بكسر الصاد المهملة فراء مهملة مخففة فألف فراء ثانية موضع قريب من المدينة وقيل بئر قديمة على ثلاثة أميال منها من طريق العراق، فأخرج خمسه وقسم أربعة أخماسه على المسلمين فأصاب كل رجل منهم بكران، وصار يسار في سهمه صلى الله تعالى عليه وسلم فأعتقه وخمس بكسر المعجمة من إظماء الإبل أن ترعى ثلاثة أيام وترد اليوم الرابع وأخمس الرجل وردت إبله انتهى.
وكانت غيبته عليه السلام عن المدينة خمسة عشر ليلة واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة وقيل بن أم مكتوم وحمل اللواء علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وذكرها ابن سعد بعد غزوة السويق وسباء بكسر السين المهملة فموحدة فألف فمهملة، وعرفطة بمهملة مضمومة فراء ساكنة ففاء مضمومة فطاء مهملة غفاري، ويقال كناني وصحابي شهير، واستعمله عليه السلام عليهما أيضاً عام خيبر، وابن أم مكتوم اسمه عمرو عند الأكثر وقيل عبد الله وهو ابن قيس بن زائدة القرشي العامري وأمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية؛ قال الزرقاني ولم تسلم وجمع بين القولين بأنه استخلف سباعاً للحكم وابن أم مكتوم للصلاة على عادته انتهى.