رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري الأوسي فتحصنوا فحاصرهم أشد الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة بفتح القاف وكسرها وكان اللواء بيد حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض فقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على أن له أموالهم وأن لهم النساء والذرية، فأمر عليه السلام المنذر بن قدامة الأوسي البدري بتكتيفهم أي بشد أيديهم خلف أكتافهم، فكتفوا فمر بهم رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول فأراد أن يطلقهم فقال له المنذر أتطلق قوماً أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بربطهم؟ والله لا يفعله أحد إلا ضربت عنقه.
وكلم ابن أبي فيهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وألح عليه فقال يا محمد أحسن في موالي، فأعرض عنه فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من خلفه وكان يقال لها ذات الفضول، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويحك أرسلني، وغضب عليه السلام حتى رأوا لوجهه ظللاً، جمع ظلة وهي السحابة كناية عن تغير وجهه، ثم قال ويحك أرسلني، قال والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر بمهملتين أي لا درع معه وثلاث مائة دارع وقد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة إني والله امرء أخشى الدوائر. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم هم لك فقال صلى الله تعال عليه وسلم حلوهم لعنهم الله ولعنه معهم.
وتركهم من القتل وأمر أن يجلوا من المدينة فيلحقوا بأذرعات، قال ابن سعد وولي إخراجهم عبادة بن الصامت وقيل محمد بن مسلمة، فما كان أقل بقاءهم فيها قيل، لم يدر عليهم الحول وأخذ من حصنهم سلاحاً وآلة كثيرة، وكانت بنو قينقاع حلفاء لعبادة بن الصامت، وعبد الله بن أبي، فتبرء عبادة من حلفهم وفيه وفي ابن أبي أنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء}(إلى قوله){فإن حزب الله هم الغالبون} انظر الزرقاني.