المسلمين للخروج وخرج في أربعمائة وخمسين فارساً أي شجاعاً أو تناوبوا ما معهم من الأفراس، فلا ينافي قول ابن سعد ومعهم أفراس، قال البرهان ولا أعلم عدتها فلما سمع المشركون بقدوم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بلادهم هربوا في رؤوس الجبال، فلما كان المسلمون بذي القلصة وهو بفتح القاف والصاد المهملة الثقيلة موضع على اربعة وعشرين ميلاً من المدينة أصابوا رجلاً من بني ثعلبة يقال له حبان بكسر الحاء، قال البرهان ولا أعلم له ترجمة في الصحاب اهـ.
والصواب ما في الشامية أنه جبار بالجيم وشد الموحدة، وبعد الالف زاء، فقد ذكره ابن فتحون وصاحب الإصابة في حرف الجيم، فقالا جبار الثعلبي، أسره الصحابة في غزوة ذي أمر، فأدخلوه على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره من خبرهم، وقال لن يلاقوك سمعوا بمسرك وهربوا في رؤوس الجبال، وأنا سائر معك فدعاه إلى الإسلام فأسلم وضمه إلى بلال ليعلمه الشرائع وأصاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه مطر فنزع ثوبيه ونشرهما على شجرة ليجففهما واضجع تحتها والمشركون ينظرون إليه، وقد اشتغل المسلمون في شؤونهم فقالوا لدعثور لشجاعته قد انفرد محمد فعليك به؛ ولما رآه قال قتلني الله إن لم أقتل محمداً. فأقبل ومعه سيف حتى أقام على رأسه عليه الصلاة والسلام فقال من يمنعك مني الآن؟ فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الله. فدفع جبريل في صدره فوقع على ظهره، فوقع السيف من يده فأخذه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال من يمنعك مني؟ قال لا أحد يمنعني منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك ر سول الله. وأعطاه صلى الله تعالى عليه وسلم سيفه، فقال أما والله لأنت خير مني، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم أنا أحق بذلك منك.
ثم أتى قومه فقالوا ما لك ويلك؟ فقال نظرت إلى رجل طويل أبيض قد دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنه ملك وشهدت بأن محمداً رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم انتهى. لا أكثر عليه جمعاً.