(لنحو سيف البحر من ناحية ... العيص لم يقتتلوا بالجملة)
يعني أن أول بعوثه صلى الله تعالى عليه وسلم بعث حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر بكسر المهملة أي ساحله من ناحية العيص بكسر العين المهملةوسكون التحتية وصاد مهملة موضع ببلاد بني سليم وقيل بأرض جهينة والتقوا واصطفوا للقتال فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان مسالماً للفريقين فانصرفوا ولم يقتتلوا بعثه في ثلاثثين من المهارين يتعرض عيراً لقريش وعقد له لواء أبيض وحمله أبو مرثد فكان أول من غزى في سبيل الله وأول من عقدت له راية في الإسلام وذلك في رمضان على رأس سبعة أشهر وقيل في ربيع الأول وقيل في جمادى ولم يعرف لمجدي إسلام قاله المناوي. وقوله فحجز بفتح الحاء والجيم وبالزاي أي فصل، ومجدي بفتح الميم وسكون الجيم وكسر الدال آخره ياء مشددة واسم أبي مرثد كناز بفتح الكاف وشد النون فألف فزاي ابن الحصين بمهملتين مصغراً الغنوي بفتح المعجمة والنون نسبة إلى غني ابن يعصر حليف حمزة واللواء هو العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع أمير الجيش وفي الفتح اللواء الراية وكان الأصل أن يمسكلها رئيس الجيش ثم صارت تحمل على رأسه وقال ابن العربي اللواء غير الراية، فاللواء ما يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه والراية ما يقعد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح، وقيل اللواء علامة لمحل الأمير والراية يتولاها صاحب الحرب، والعير المذكورة ثلاثمائة راكب فيها أبو جهل اللعين، وقوله على رأس سبعة أشهر أي تقريباً فلا ينافي أن قدومه عليه السلام لا تنثني عشرة ليلة خلت من