للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجعله دائما على النطق بالحق وأهد قلبه. وقال يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقتص لأحدهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء. قال علي والله ما شككت في قضاء البلاد وهي بلاد مذحج فلما انتهى إلى تلك الناحية فرق أصحابه فأتوا بنهب غنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك ثم لقي جمعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا المسلمين بالنبل والحجارة وخرج رجل من مذحج يدعو إلى البراز فبرز إليه الأسود بن خزاعي فقتله الأسود وأخذ سلبه ثم حمل عليهم بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فانهزموا وتفرقوا فكف عن طلبهم ثم لحقهم فدعاهم إلى الإسلام وقالوا نحن على من ورائنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله. وللعراقي:

(بعث علي بعده إلى اليمن ... وهي بلاد مذحج ففرقن)

(أصحابه جاؤه بالنساء ... وولدهم ونعم وشاء)

(ثم دعاهم لم يجيبوا فقتل ... منهم رجالا نحو عشرين رجل)

فانهزموا فكف ثم إذ دعى ... ثانية أجاب بعض مسرعا)

فأسلموا وجمعوا الغنائما ... خمسها لله ثم قسما)

قوله مذحج هو بضم الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة وجيم وقيل بفتحها مع فتح الميم, وفرقن بنون التوكيد الخفيفة, واحتفر بئرا باليمن فأصبحوا وقد سقط فيها أسد ونظروا إليه فسقط إنسان بالبئر فتعلق بآخر, فتعلق الآخر بآخر حتى كانوا في البئر أربعة فقتلهم الأسد فأهوى إليه رجل برمح فقتله فتحاكموا إلى علي فقال للأسفل ربع دية لأنه هلك فوقه ثلاثة وللثاني ثلث دية لأنه هلك فوقه اثنان وللثالث نصف دية لأنه هلك فوقه واحد وللأعلى دية كاملة, فلما أتوه عليه السلام أخبره فقال هو كما قضى, قاله المناوي, وقوله مذحج بضم الميم الخ, قال في القاموس ومذحج كمجلس أكمة, ولدت مالكا

<<  <  ج: ص:  >  >>