بعده لخليق للإمارة فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم, ثم نزل عن المنبر فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويخرجون إلى العسكر بالجرف وهو ثلاثة آلاف: سبع مائة من قريش, فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وجعه فجعل يقول انفذوا بعث أسامة فدخل أسامة من عسكره والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم مغمور وهو اليوم الذي لدوه فيه فلما أفاق قال والله لا يبقى أحد في البيت إلا لد. فما بقي أحد إلا لد حتى ميمونة وهي صائمة فطأطأ أسامة فقبله والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة, قال أسامة فعرفت أنه يدعو لي ورجع أسامة معسكره ثم دخل أسامة يوم الاثنين وأصبح مقيما فقال لأسامة اغد على بركة الله تعالى فودعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل فبينما هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن قد جاء يقول إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يموت, فأقبل هو وعمر وأبو عبيدة فتوفي عليه الصلاة والسلام حين زاغت الشمس أي مالت وذلك عند الزوال لاثني عشر ليلة خلت من ربيع الأول ودفن ليلة الأربعاء ولما توفي صلى الله تعالى عليه وسلم دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف المدينة ودخل بريدة بلواء أسامة معقودا فغرزه عند باب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فلما بريع أبو بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ليمضي لوجهه فخرج إلى معسكره الأول وأمر أبو بكر مناديا أن لا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فلم يتخلف عنه أحد وكلم أبو بكر أسامة أن يأذن لعمر في التخلف ففعل وخرج أسامة هلال ربيع الأخر في ثلاثة آلاف وفيهم ألف فارس وخرج أبو بكر يشيعه فركب أسامة من الجرف وسار أبو بكر إلى جنبه ساعة وقال استودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوصيك فأنفذ