(إلى النجاشي النبي أرسلا ... عمرا فبجل الكتاب وتلا)
بدأ الناظم برسالة عمرو لأنه أول رسول بعثه عليه السلام كما في العراقي والمواهب وغيرهما، والمجرور متعلق بأرسل والنجاشي بفتح النون وكسرها أو أفصح وتخفف ياؤه وتشدد أصحمة، . ملك الحبشة. قال المناوي ومعنى أصحمة عطية، انتهى. والنبي مبتدأ وخبره أرسل وعمرا بفتح العين مفعول أرسل وهو ابن أمية بن خويلد الضمري نسبة إلى جده ضمرة بفتح وسكون ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، كان المصطفى يبعثه في أموره لكونه من أمجاد العرب ورجالها قاله المناوي وبجل عظم وتلاه قرأه ومعنى البيت أنه عليه السلام أرسل عمرا بن أمية الضمري إلى النجاشي فأسلم وعظم كتاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يعرض عن كتابه بل تلقاه بالبشر إذ قرأه وآمن به عليه السلام ووضع الكتاب على عينه ونزل عن سريره فجلس على الأرض وقال بعدما قرأ الكتاب أشهد الله أنه النبي الأمي الذي ينتظره أهل الكتاب، ودعا بحق من عاج وجعل فيه الكتاب وقال لن تزال الحبشة بخير ما كان هذا الكتاب بين أظهرهم أنظر الزرقاني في مواضع متفرقة. وكان اسلام النجاشي على يد جحفر بن أبي طالب، سنة ست من الهجرة.
(فمات مسلما وصلى المصطفى ... عليه مع أصحابه أولي الصفى)
فاعل مات ضمير النجاشي ومسلما حال منه والصفاء بالمد وقصره وهو الخلوص إذا خلصت معاملتهم مع الله تعالى يعنى أن النجاشي توفى رحمه الله تعالى مسلما في رجب سنة تسع من الهجرة كما في المواهب وهو قول الأكثر وقيل سنة ثمان قبل الفتح كما ذكره البيهقي كما في الزرقاني ونعاه صلى الله تعالى عليه وسلم لأصحابه يوم توفي وصلى عليه هو وأصحابه في المدينة.
أخرج أصحاب الصحيح عن جابر لما مات النجاشي قال صلى الله