ما نقل عنهم نقلا صحيحا أحسن التأويلات فيتأول ما وقع بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما أن عليا طلب انعقاد البيعة أولا إذ لا تقام الحدود ولا يستقيم أمر الناس إلا بإمام وطلب معاوية القصاص من الذين قتلوا عثمان، فوقع ما وقع ولكن اتفق أهل الحق أن عليا اجتهد فأصاب، فله أجران وأن معاوية اجتهد فأخطأ فله أجر واحد انتهى المراد منه.
وقال القلشاني بعد كلام .. قال بعض الأئمة أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كلهم عيون ودواء العين أن لا تمس انتهى المراد منه.
ولاشك أن من ثبت له اسم الصحبة لا يتكلم فيه بغير الثناء إلا من أراد الله تعالى خذلانه، نعوذ بالله تعالى من ذلك. وأما علي فهو ابن أبي طالب، عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، قال الإمام أحمد واسماعيل القاضي والنسائي لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجيدة أكثر مما جاء فى حق علي وروى الطبراني أنه عليه السلام قال لعلي الله ورسوله وجبريل عنك راضون.
وروى هو وأحمد أنه عليه السلام قال لفاطمة أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما؟ وفي رواية للطبراني: أول المسلمين إسلاما؟
وقال له لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، رواه مسلم. بايعه المهاجرون والأنصار وكل من حضر وكتب بيعته إلى الآفاق وأذعنوا كلهم إلا معاوية فى أهل الشام قال في المواهب وأقام في الخلافة أربع سنين وتسعة أشهر وثمانية أيام وتوفي شهيدا على يد عبد الرحمن بن ملجم واختص بكتابة الصلح يوم الحديبية انتهى. وعمره ثلاث وستون على الصحيح المشهور. وملجم بضم الميم وسكون اللام وفتح الجيم كما قيده غير واحد منهم النووي والأسنوي وعن الاقتاع كسرها، وذلك أنه تعهد ثلاثة من الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص ليلة واحدة،