المخزومي قال رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي في معلين مخصوفين مخروزتين والخصف ضم الشئ إلى الشئ والمراد أن نعله وضع فيها طاق على طاق، وكانت له أيضا نعل من طاق واحدة كما دلت عليه الأخبار وكان لنعله قبالان ولنعل أبي بكر قبالان ولنعل عمر قبالان وأول من اتخذ قبالا واحدا عثمان ووجه بأنه أراد أن يبين بأن اتخاذ القبالين ليس لكراهة قبال واحد ولا لمخالفة الأولي بل لكونه عادة وقالت عائشة كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وشأنه كله وفى الحديث إذا أنتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال وفي أبي داوود أنه نهي عليه السلام أن ينتعل الرجل قائما وهو نهي تنزيه وإرشاد وخصه الطيبي وغيره بما في لبسه قائما تعب كالناموسة والخف لا قبقاب انتهى من المواهب وشرحها
ومثال نعله صلى الله تعالى عليه وسلم مجرب للبركة، كما ذكر العلماء وهو لعمري بذلك حقيق وجدير فقد حاكي ما كان موطأ القدم للبشير النذير صلى الله تعالى عليه وسلم ما عكف على لثمه مشتاق وما حن محب إلي زيارة قبره واشتاق صلاة وسلاما يدومان إلى يوم التلاق
وذكر الشيخ الورع أحمد بن عبد المجيد أنه حذى تمثال النعل لبعض الطلبة قال فجاءني يوما فقال رأيت البارحة من بركة هذا النعل عجبا أصاب زوجي وجع شديد كاد يهلكها فجعلت النعل على موضع الوجل وقلت اللهم اشف ببركة هذا النعل زوجي وفي نسخة اللهم أرني بركة صاحب هذا النعل، فشفاها الله للحين وللشيخ أبي الحسن البلنسي رحمه الله تعالى:
(يا مبصرا تمثال نعل نبيه ... قبل مثال النعل لا متكبرا)
(وأعكف به فلطال ما عكفت به ... قدم النبي مروحا ومبكرا)
(أو ما ترى أن المحب مقبل ... طللا وإن لم يلف فيه مخبرا)