(وأبي الذي مسح الرسول برأسه ... ودعا له بالخير والبركات)
انتهى. وفي شرح صلاة ربي للشيخ اليدالي أنه عليه السلام اجتاز هو وأبو بكر بعبد يرعى غنماً فاستقياه لبناً فأتاهما بشاة لا لبن فيها وحلبها، صلى الله تعالى عليه وسلم، بعد أن دعى فسقى أبا بكر ثم الراعي ثم شرب، وهذا محمول على علم سيد العبد مع ظن رضاه والجواب بأنه مال حربي لا يصح لأن هذا قبل مشروعية الجهاد. انتهى.
(وكم من الأعيان قلبه انجلى ... بلمس يمناك بمشهد الملا)
كما هنا تكثيرية وهي مبتدأ ومن الأعيان مميزها وقلبه مبتدأ وانجلى خبره والجملة خبر كم والباء في بلمس سببية، والملا جماعة الأشراف أي ومن معجزاتك يا رسول الله أن كثيراً من الاشياء انقلبت عينه أ] تحولت ذاته بسبب لمس يدك المباركة وحضر ذلك جماعة أصحابك الأشراف ونقلوه لمن بعدهم جزاهم الله أحسن الجزاء ومثل لذلك بقوله:
(كئاية العرجون إذ أضاء ... لولد النعمان في سوداء)
العرجون بضم العين والجيم ويكسر مع فتح الجيم وقرئ بهما وهو أصل العرق الذي يعوج وينعطف ويقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً ولعله العذق مطلقاً قاله ابن سلطان.
وقال الزرقاني أصل العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى يابساً على النخل, سمي بذلك لانعراجه وانعطافه. ونونه زائده انتهى.
والنعمان بضم النون ويعني بولده قتادة بفتح القاف الأوسي البدري صاحب العين التي ردها رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، وقوله في سوداء نعت لمحذوف أي في ليلة سوداء أي مظلمة (مطيرة) فعلية بمعنى فاعلة وإسناد المطر إليها مجاز ولا يقال أنها بمعنى مفعولة أي ممطرة فيها لوجود الهاء قاله الزرقاني.
(عشوا) بالقصر أي صاحبها أعشا فلا يبصر فيها لظلمتها. وقوله (إلى أن ولجا) غاية لقوله أضاء ومعنى ولج دخل ومفعوله محذوف تقديره بيته. (فضرب الشيطان حتى خرجا) وكان يراه على غير صورته