للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام، والرابع كشف السرائر على القلوب وإراءة الأشياء كما هي بالوحي أو الإلهام. وهذا يختص به الأنبياء والأولياء وإياه عنى بقوله: {أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده} وقوله: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} نقله الزرقاني في شرح المواهب.

فائدة:

لم يتسم أحد بأحمد قبله، صلى الله عليه وسلم قال ابن حجر: والمشهور أن أول من سمي به بعده، صلى الله عليه وسلم، والد الخليل بن أحمد لكن زعم الواقدي أنه كان لجعفر بن أبي طالب ابن اسمه أحمد وحكى ابن فتحون في ذيل الاستيعاب ان اسم أبي حفص بن المغيرة الصحابي أحمد، ويقال في والد أبي السفر إن اسمه أحمد. قال الترمذي: أبو السفر هو سعيد بن محمد ويقال ابن أحمد، اهـ من الزرقاني في موضع آخر.

والحمد لغة هو الوصف بالجميل على الجميل الاختياري أو القديم، والوصف ذكر الصفة منسوبة الى المتصف بها فلا يكون إلا بالكلام، وبالجميل مخرج للوصف بالقبيح بذم وبما ليس جميلا ولا قبيحا كزيد تميمي غذا قصد مجرد الإعلام بنسبه، وعلى الجميل مخرج للوصف بالجميل لأجل قبيح كقولك للبخيل ما أجوده في مقام التهكم ومجموع الإختياري أو القديم مخرج للوصف برشاقة الخد. والحمد عرفا الثناء باللسان أو القلب أو غيرهما من الأركان بسبب ما أسدى إلى الحامد فالأول أخص موردا لأنه لا يكون إلا بالكلام وأعم متعلقا لأنه يكون في مقابلة نعمة وغيرها، والثاني أعم موردا لحصوله بالكلام وغيره وأخص متعلقا إذ لا يكون إلا في مقابلة نعمة فبينهما عموم وخصوص من وجه. (حمدا جديدا دائم البقاء)

قوله حمدا منصوب بفعل محذوف أي أحمده حمدا، ولا يصح أن يعمل فيه قوله الحمد لأن المصدر لا يخبر عنه إلا بعد تمام معمولاته. وقوله جديدا أي طارئا بعد الحمد الأول مع أنه دائم البقاء والظاهر أن الحمد

<<  <  ج: ص:  >  >>