أي الذين هم في الاهتداء بهم إلى طريق الحق بمنزلة نجوم السماء في الاهتداء بها في البر والبحر. وفي الحديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
(واغفر لعبدك الذليل الجان ... ذنوبه يا واسع الغفران
ما لاذ بالبيت العتيق واحتمى ... ببابك السامي مسيء قد سما)
ما مصدرية ظرفية ولاذ به لوذا ولواذا مثلثلة تحصن به واستتر، والبيت العتيق الكعبة شرفها الله تعالى قيل لأنه أول بيت وضع بالأرض، أو اعتق من الغرق أو من الجبابرة أومن الحبشة، أو لأنه حرام لم يملكه أحد، قاله في القاموس. واحتمى تمنع وقوله ببابك خطاب للنبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، بدليل قوله الآتي: يا أكرم من تبسما؛ وقوله قد سما صفة لقوله مسيء ومعنى سما نهض وأتى قال أمرء القيس:
سموت إليها بعدما نام أهلها ... سمو حباب الماء حالا على حال
وفي القاموس سما سموا ارتفع، والقوم خرجوا للصيد، انتهى. وفسر الأعلم سموت بنهضت ويدل على هذا التفسير نسخة قدم بالقاف والدال المكسورة أي أتى. (يروم)، حال من فاعل سما أي نهض وأتى يروم أي يطلب (غفرانا) للذنوب ويروم أي طلب. (وتوفيقا لما يرضيك يا أكرم من تبسما) وذلك هو الذي فيه مرضاة الله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله وأشار بهذا إلى أن غالب ضحكه التبسم وربما ضحك حتى بدت نواجزه.
ظلمت نفسي وأتيت ارتجي ... ببابك الغفران ( ... )
ظلم نفسه جني عليها أي جنيت على نفسي بالمعاصي واتيت أرجو الغفران بسبب الاحتماء والوقوف ببابك يا رسول الله وعادة الكرام أن السائل إذ وقف بباب أحدهم لا يرد فكيف به، صلى الله تعالى عليه وسلم، فما سئل شيئا قط فقال لا. والباب هنا كناية عن الالتجاء إليه