كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم

باب في القدر - الجمع بين حديث ابن مسعود وحديث حذيفة بن أسيد في وقت كتابة التقدير في الرحم - ج: 3 - ص: 197

الطور الأول. وقد روي حديث حذيفة بلفظ آخرَ يتبين المراد منه وأن (١) الحديثين واحد، وأنهما متصادقان لا متعارضان. فروى مسلم في «صحيحه» (٢) عن عامر بن واثلة أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: «الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره»، فأتى رجلًا (٣) من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له حذيفة بن (٤) أسيد الغفاري، فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال: وكيف يشقى بغير عمل؟ فقال الرجل: أتعجب من ذلك؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربُّك ما شاء ويكتب الملَك، ثم يقول: يا رب، أجله؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي ربُّك ما شاء ويكتب الملَك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أُمِر ولا يَنقص».

وفي لفظ آخر عنه (٥): سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُذُنَيَّ هاتين يقول: «إن النطفة تقع في الرَّحِم أربعين ليلة، ثم يَتَصوَّر عليها الملك ــ قال زهير بن معاوية: حسبته قال: الذي يُخلِّقُها ــ فيقول: يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيجعله الله ذكرًا أو أنثى، ثم يقول: يا رب، أسوِيٌّ أو غير سوِيّ؟ فيجعله الله سوِيًّا، أو غير

---

(١) (هـ): «بيَّن المراد منه بأن».
(٢) برقم (٢٦٤٥/ ٣).
(٣) في الطبعتين: «رجلٌ»، خطأ.
(٤) الأصل: «بن أبي»، خطأ.
(٥) عند مسلم (٢٦٤٥/ ٤) أيضًا.