للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحُمَيدي اختلط, وإما أن يكون من حدَّث عنه خَلّط (١). ولكن متابعة ابن أبي عمر له ترفع هذه العُهْدة. والله أعلم.

وقد رُويت أحاديثُ التخليل من حديث عثمان, وعلي, وأنس, وابن عباس, وابن عمر, وعائشة, وأم سلمة, وعمار بن ياسر, وأبي أيوب, وابن أبي أوفى, وأبي أمامة, وجابر بن عبد الله, وجرير بن عبد الله البجلي, - رضي الله عنهم -. ولكن قال عبد الله بن أحمد (٢): قال أبي: ليس يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التخليل شيء. وقال الخلال في كتاب "العلل" (٣): أنا أبو داود (٤) قال: قلت لأحمد: تخليل اللحية؟ قال: قد رُوي فيه أحاديث ليس يثبت منها حديث, وأحسنُ شيء فيه حديث شقيق، عن عثمان.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب "العلل" (٥): سمعت أبي يقول: لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تخليل اللحية حديث.

قلت: وحديث ابن عباس (٦) من رواية نافع مولى يوسف السلمي, قال


(١) أخرج الحميدي هذه الرواية في "المسند" (١٤٧). ونقل كلامَ أحمد ابنُ دقيق العيد في "الإمام": (١/ ٤٩١) من مختصر "العلل" للخلال، وعلّق عليه بأن عُهْدة الحميدي خرجَتْ عنه بمتابعة ابن أبي عمر، وأن أبا حاتم لم ينكر رواية سفيان بل حكم على روايته عن ابن أبي عروبة بالوهم.
(٢) لم أجده في "مسائله" المطبوعة، ونقله الحافظ في "التلخيص": (١/ ٩٨).
(٣) ليس في "المنتخب" منه لابن قدامة.
(٤) "مسائل أبي داود" (ص ١٣). وليس فيه قوله: "وأحسن شيء ... عثمان". وقد نقل هذه الزيادة ابن الملقن في "البدر المنير": (٢/ ١٩٢).
(٥) (٦٠).
(٦) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٢٢٧٧) من طريق نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتطهر ... وفيه: "وخلل لحيته". قال الطبراني: "لم يرو هذه اللفظة ... في تخليل اللحية في الوضوء إلا نافع أبو هرمز، تفرد به شيبان".