للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

راوِيَة (١) عمر بن الخطاب، لأنه كان أحفظَ الناس لأحكامه.

وقال مالك (٢): بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره.

هذا، ولم يحفظ عن أحد من الأئمة أنه طعن في رواية سعيد عن عمر، بل تلقَّوها كلهم بالقبول والتصديق (٣)، ومن لم يقبل المرسل قَبِل مرسلَه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقال الحاكم في «علوم الحديث» (٤): سعيد بن المسيب أدرك عمر وعليًّا وطلحة، وباقي العشرة، وسمع منهم.

والمقصود أن تعليل الحديث برواية سعيد له عن عمر تعنّت بارد، والصحيح أنه وُلد لسنتين مضتا من خلافة عمر، فيكون له وقت وفاة عمر ثمان سنين. فكيف يُنكر سماعه منه (٥) ويُقدح في اتصال روايته عنه؟ والله الموفق للصواب.


(١) في الطبعتين: «رواية» تحريف.
(٢) أسنده عنه يعقوب بن سفيان (١/ ٤٦٨)، وأبو زرعة الدمشقي (١/ ٤٠٤)، كلاهما في «تاريخه». وذكره البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (١٢/ ١٤٥).
(٣) ومن ذلك أن مالكًا أوردها محتجًّا بها في «الموطأ» في مواضع، وقال أبو حاتم: سعيد بن المسيب عن عمر مرسل يدخل في المسند على المجاز. «المراسيل» (ص ٧١).
(٤) (النوع الثامن من علوم الحديث).
(٥) «منه» ساقطة من الطبعتين.