للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بناء المضارع]

ينبغي منا فهم الأفكار الثلاث الآتية عن بناء المضارع وهي:

أ- نون التوكيد المباشرة وغير المباشرة.

ب- نون النسوة.

ج- الموازنة بين نون التوكيد ونون النسوة.

وكل واحدة من هذه النقاط في حاجة إلى بيان مستقل.

أ- نون التوكيد المباشرة وغير المباشرة.

تأتي نون التوكيد مع الفعل المضارع في صورتين، مفتوحة مشددة، مثل: "تبذلَنَّ، تُنَاضِلَنَّ، تُدَافِعَنَّ" أو ساكنة مثل: "تَبْذُلَنْ، تُنَاضِلَنْ، تُدَافِعَنْ" وجاء في القرآن استخدام النونين في آية واحدة هي: ﴿لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ (١) وتسمى المفتوحة المشددة "نون التوكيد الثقيلة" كما تسمى الساكنة "نون التوكيد الخفيفة".

هذه النون -بنوعيها- تأتي مع الفعل المضارع فتفيد تأكيد معناه وتقويته وتثبيته، فإذا قلت: "لأناضلَنَّ حتى تتحققَ حريتي كاملة" فهذا لا شك أقوى من قولك: "أنَاضِلُ حتى تتحققَ حريتي كاملة" بدون نون التوكيد.

وهناك عبارة مشهورة بين المشتغلين بالنحو عن هذه النون مع الفعل المضارع هي "المضارع يبنى إذا باشرته نون التوكيد ويعرب إذا لم تباشره نون التوكيد" فمتى إذن تكون النون مباشرة للمضارع فيبنى، أو غير مباشرة فيعرب!!


(١) من الآية ٣٦ من سورة يوسف.

<<  <  ج: ص:  >  >>