للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالخبر في هذين الشاهدين مفرد، وهو في المثل "أبؤسا"وفي البيت "آئبا".

- قول ابن عباس: فجعل الرجلُ -إذا لم يستطع أن يخرجَ- أرسلَ رسولا:

فالخبر جملة فعلية فعلها ماض وهي "أرسل رسولا".

- قول ذي الرمة:

وقفتُ على ربْعٍ لِمَيَّةَ ناقتي … فما زلتُ أبكي عنده وأخاطِبُهْ

وأسقيه حتى كاد ممَّا أبُثُّه … تكلمني أحجارُه ومَلاعِبُه (١)

فالخبر جملة "تكلمني أحجاره وملاعبه" وهي فعلية فعلها مضارع لكن لم يرفع ضمير الاسم السابق.

فهذه النصوص خرجت عن المسلك العام لصفات الخبر لأفعال هذا الباب، لذلك حكم عليها -كما سبق- بالشذوذ.

[اقتران الخبر "بأن" أو تجرده منها]

هذا الموضوع يتفرع عن الموضوع السابق مباشرة، حيث يلتزم في خبر "كاد وأخواتها" صفات خاصة، ومنها أنه قد يقترن بالحرف "أن" أو يتجرد منها، وهنا بيان ذلك بالتفصيل الآتي:


(١) الربع: الدار، مية: اسم الحبيبة، أبثه: أشكو له حزني.
الشاهد: في "كاد تكلمني أحجاره وملاعبه" فإن خبر كاد جملة "تكلمني أحجاره وملاعبه" وهي لا تحمل ضمير الاسم، وهذا خلاف الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>