للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأخرى غير منونة فتنون الأخيرة لتناسب ما جاءت معه من الكلمات المنونة ومن ذلك:

- جاء في القرآن: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالاً وَسَعِيراً﴾ (١) فكلمة "سلاسل" ممنوعة من الصرف، وكلمة "أغلالا" مصروفة، وقد قرئت الآية بتنوين الكلمة الأولى لتناسب الثانية، وجاءت القراءة: "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلًا وَأَغْلالاً وَسَعِيراً" لقصد التناسب.

٢ - في الشعر: للضرورة، والمقصود بذلك ضرورة موسيقى الشعر ونغمه التي تتمثل في أوزانه وقوافيه، فإذا لم تستقم هذه الموسيقى إلا بتنوين الاسم الممنوع من الصرف، كانت تلك ضرورة تبيح للشعراء هذا التنوين، ومن ذلك قول امرئ القيس:

ويوم دخلتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ … فقالتْ: لَكَ الويْلاتُ إنكَ مُرْجِلِي (٢)

فكلمة "عنيزة" ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث، وصرفت في البيت لضرورة الشعر.

[منع صرف الأسماء المنصرفة]

كما أبيح للشاعر أن يصرف الممنوع من الصرف، يباح له أيضا العكس،


(١) الآية ٤ من سورة الإنسان.
(٢) الخدر: المكان المخصص للنساء في البيت، والمقصود به هنا الهودج، لك الويلات: دعاء عليه بالهلاك والعذاب، ولا يقصد به حقيقته، بل هو تصوير للتدلل والإعجاب، إنك مرجلي: جاعلني أسير على رجلي لهلاك البعير.
والشاهد في البيت: كلمة "عنيزة" فهي أصلا ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث، وقد نونت هنا لضرورة الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>