فالأصل في اسم التفضيل أن يرفع الضمير المستتر، أما رفع الاسم الظاهر والضمير البارز، كما في المثالين الأخيرين فهو -كما وصفه ابن هشام- لغة ضعيفة.
قال النحاة: ويستثنى من ذلك "مسألة الكحل" فإنه يصح رفع الاسم الظاهر فيها بعد اسم التفضيل قياسا مطردا بلا ضعف.
وضابط هذه المسألة: أن يتقدم على اسم التفضيل نفي بعده اسم نكرة موصوف باسم التفضيل، بعده اسم مفضل على نفسه باعتبارين، فلنتأمل في ذلك الشواهد التالية:
- مثال المسألة: ما رأيتُ فتاةً أحسنَ في عينها الكحلُ منه في عين هند.
- ما ورد في الأثر:"ما من أيامٍ أحبَّ إلى الله فيها الصومُ منه في عشر ذي الحجة".
- قول الشاعر:
ما رأيت امرأً أحَبَّ إليه الـ … ـبذلُ منه إليك يا ابنَ سنان (١)
ومن البيّن أن كل هذه الشواهد مستوفاة للشروط التي سبق ذكرها.
[ما ينصب مع اسم التفضيل]
لاحظ الأمثلة الآتية:
الإنسانُ أعْظَمُ المخلوقاتِ ذَكَاءً.
وهو أفْضَلُها عند الله كرامةً.
ولكنه أقْسَاهَا جُحُودًا ونُكْرَانًا.
(١) هذا البيت كله وصف لغوي متكامل لمسألة الكحل، فاسم التفضيل "أحب" وصف نكرة "امرأ" بعده اسم مفضل على نفسه باعتبارين هو "البذل" فإن البذل من "ابن سنان" أحب من غيره، ومع هذا الوصف اللغوي يرفع اسم التفضيل الاسم الظاهر فاعلا، وفاعل اسم التفضيل في البيت هو "البذل".