للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصورة الثانية: وتتكون جملة الاستغاثة فيها من حرف الاستغاثة "يا" ثم المستغاث به خاليًا من اللام في أوله لكن يلحقه ألف في آخره تسمى "ألف الاستغاثة" ثم المستغاث له مجرورا بلام مكسورة.

فهذه الصورة لا تختلف عن الأولى إلا في المستغاث به، حيث إنه في الأولى مجرور بلام مفتوحة، أما هنا فهو خالٍ من اللام وفي آخره الألف، كما تختلف هذه الصورة عن الأولى في الاستعمال العربي، فهي أقل من الأولى استعمالا، وذلك كقولنا: "يا ربَّا للشاكين المحزونين" وكقول الشاعر:

يا يزيدا لآمِلٍ نيلَ عزٍّا ... وغِنًى بعد فَاقَةٍ وهَوَانِ١

الصورة الثالثة: وتتكون أيضًا من حرف الاستغاثة "يا" ثم المستغاث به خاليًا من كل من اللام في أوله أو الألف في آخره، ثم المستغاث له مجرورا باللام المكسورة.

ومن البيّن أن هذه الصورة تختلف عن الصورتين السابقتين في المستغاث به أيضا، حيث يخلو من اللام والألف، ويصبح -من الناحية النحوية- منادى عاديًّا وإن أفاد معنى الاستغاثة، وهذه الصورة أقل استعمالا في الاستغاثة من الصورتين السابقتين كقولنا: "يا شعبَنَا الشجاعَ لِلْمعتدين الغزاة".

يقول ابن هشام عن هذه الصورة نَصًّا: وحينئذٍ يجري على المستغاث به حكم المنادى، فتقول على ذلك: "يا زيدُ لِعمرو" بضم زيد، و: "يا عبدَ الله


١ آمل: من عنده الأمل، فاقة: فقر، هوان: ذلة.
يقول: إنك موضع الأمل للغنى والعز بعد الفقر والذل.
الشاهد: في "يا يزيدا لآمل نيل عز" أسلوب استغاثة، جاء المستغاث به متصلا بالألف في آخره.

<<  <  ج: ص:  >  >>