للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ومن شعر قوّال الطائي:

أظنُّكَ دونَ المالِ ذو جئتَ طالبًا … ستلقاك بيضٌ للنّفوسِ قَوابضُ (١)

والذي أراه أن استعمال "ذو" في اللغة اسم موصول إنما هو لهجة خاصة بقبيلة "طيِّئ" لم يقدر لها الذيوع والانتشار في استعمال الفصحى المشتركة ولذلك ينبغي فهمها في هذا الإطار السابق، والاقتصار على معرفة النصوص التي وردت لها فقط، دون أن نتجاوز ذلك لاستخدامها في نطقنا الآن.

[٦ - أل]

المشهور أن "أل" حرف لتعريف الاسم مثل: "الثقة، الاحترام، الأمانة، الشرف" -وسيأتي ذلك- لكن لها استعمال آخر لا يكاد يعرفه إلا بعض النحاة، إذ تكون اسم موصول مشتركًا مع "اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة" كقولك: "أحترمُ الإنسانَ الصّادقَ في حديثه الجازمَ إرادته النّافذ إلى غايته، وأحتقر الإنسانَ الكاذبَ في قوله المتردّد في رأيه المتخاذل في عمله" إذ يرى بعض النحاة أنها اسم موصول في الكلمات "الصادق، الحازم، النافذ، الكاذب، المتردّد، المتخاذل" وصلتها الوصف بعدها.

والذي أراه -موافقًا في ذلك أبا الحسن الأخفش- أن "أل" لا تكون إلا حرف تعريف، ولا تجيء اسم موصول.


(١) البيض: السيوف، القوابض من صفات السيوف، كأنما تقبض الأرواح.
يخاطب أحد الطامعين في أموال فيقول: أرجح أنه بدل المال الذي تطلبه ستلقاك السيوف التي تقبض روحك.
الشاهد "ذو جئت طالبا" فإن "ذو" بمعنى "الذي" فقد استعملت اسم موصول والقائل من قبيلة "طيئ".

<<  <  ج: ص:  >  >>