للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاتجاه المشهور بين النحاة والمعربين في تحليلها، بصرف النظر عن اتجاهات أخرى لا داعي لذكرها، فلنتأمل الآتي:

جملة التعجب … أصلها تقديرا

أصْدِقْ بكلامِ الرَّسول في شئون الحياة … أصْدقَ كلامُ الرسولِ في شئون الحياة

أعذِبْ بالقرآنِ أدبًا وتهذيبًا … أعْذَبَ القرآنُ أدبًا وتهذيبًا

أعْظِمْ بالعلمِ في العصر الحديث نفعًا … أعْظَمَ العلمُ في العصر الحديثِ نفعًا

ويقال: إن الهمزة في الأفعال الماضية "أصْدَقَ، أعْذَبَ، أعْظَمَ" للصيرورة، فمعنى "أصْدَقَ كلامُ الرسول" أنه "صار ذا صدق عظيم" ثم حُوّل للأمر، وزيدت معه "الباء"، وكذا الباقي ا. هـ.

[الصلة بين أجزاء صيغتي التعجب]

الأصل في صيغتي التعجب مجيئهما على الترتيب الذي سبق شرحه، فلا يتقدم عليهما معمولهما، كما لا يصح أن يفصل شيء بين مكونات جملة التعجب بترتيبها السابق، وبعبارة أقرب: لا يفعل شيء بين "ما" وفعل التعجب، ولا بين فعل التعجب والمتعجب منه.

هذا هو الأصل، لكن استدركت عليه أمور ثلاثة هي:

أ- جواز الفصل بين "ما" وفعل التعجب "بكان الزائدة" تقول: "ما كانَ أصْبرَ الرسولَ على أَذَى المشركين، وما كانَ أثبَتَ المسلمين على عقيدتهم مع هذا الأذى" وتقول: "ما كان أتْعَسَ شعبنا غداة الهزيمة، وما كان أقواهُ إذ تماسك من جديد".

ب- جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالجار والمجرور، ومن ذلك:

- قول العرب: ما أحسنَ بالرّجُل أن يصدُقَ، وما أقبحَ بِه أنْ يكْذبَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>