للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَمْ: الخبرية:

كم عالِمٍ شقيٌّ بعلمه، وكم جاهلٍ سعيدٌ مع جهله.

كم فقيرٍ عفَّتْ نفسُه، وكم غنيٍّ زادَ جَشَعُه.

كم صادقٍ كذّبَ الناس قولَه، وكم كاذبٍ صدّق الناسُ إفْكَه.

كم ظَلَمَةٍ عَظَّمَ الغوغاء، وكم مظلومين أهانَ اللؤماء.

يا صاحبي: من كم خطأٍ يجيء الصّواب، وعلى كم تجربةٍ يصحّ الحكم.

تتكون جملة "كم: الخبرية" إجمالا مما يلي:

أ- كم: وهي اسم مبني على السكون تفيد الإخبار عن الكثرة، بمعنى "كثيرٌ مِنْ"، وتقع في موضع رفع أو نصب أو جر بالطريقة نفسها التي سبق شرحها في "كم: الاستفهامية" فتكون مبتدأ أو مفعولا به أو مجرورة بالحرف أو بالإضافة.

ب- تمييز "كم" وهو الاسم الذي يجيء بعدها للإخبار عن كثرته وهو مجرور غالبا بالإضافة، ويكون مفردا بكثرة وجمعا بقلة.

جاء في الأشموني: إفراد تمييز "كم الخبرية" أكثر وأفصح من جمعه وليس الجمع بشاذ كما زعم بعضهم ا. هـ.

ج- بقية الجملة بعد "كم" وتمييزها، وتأتي بالطريقة نفسها التي تأتي بها مع الاستفهامية.

حاول بعد هذا الشرح النظر للأمثلة السابقة لتحليلها تطبيقا على هذا الفهم.

كأيِّنْ

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>