للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين الاتصال والانفصال:

تأمّل العبارتين الآتيتين:

أسأتَ إليّ فسامحتُك عن فَهْم ومقدرة. "صحيحة لُغَوِيًّا".

أساءَ أنتَ إلى أنَا فسامَحَ أنَا إياك عن فهم ومقدرة. "خطأ لُغَوِيًّا".

من البيِّن أننا في اللغة العربية نستعمل العبارة الأولى، ولا نستعمل العبارة الثانية، ولو نطق أحد أمامنا العبارة الثانية، لأثار في أنفسنا الشك في عربيته وربما أثار ابتسام السخرية منه!! والفرق بين العبارتين أن الأولى استعملت الضمائر فيها متصلة، والثانية استعملت فيها منفصلة، إذ إن اللغة الفصحى تستعمل الضمائر المتصلة وتترك نظائرها المنفصلة ميلا إلى الإيجاز وتوفير الجهد كما هو واضح -بأدنى تأمل- في العبارتين السابقتين.

وعلى ذلك نفهم العبارة النحوية المشهورة "كل موضع أمكن أن يؤتى فيه بالضمير المتصل لا يجوز العدول عنه إلى المنفصل" ا. هـ.

لكن ... وردت في اللغة استعمالات لا تتفق مع القاعدة العامة السابقة أو بعبارة أوضح: يصح فيها الانفصال مع إمكان الاتصال، أو بعبارة مباشرة يصح فيها الاتصال والانفصال جميعًا، وتنحصر هذه الاستعمالات في الموضعين الآتيين للضمير:

<<  <  ج: ص:  >  >>