أن الحديث الأول روي ناقصا، وأصله:"إن لله ملائكةً يتعاقبون فيكم، ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار"، ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
وأن الحديث الثاني -فيما أظن- روايته الصحيحة:"أَوَمُخرجي هم" دون تشديد الياء، وعلى ذلك لا شاهد فيه.
وتطلق كتب النحو على هذه اللغة "لغة أكلوني البراغيث" وسماها ابن مالك لغة: "يتعاقبون فيكم ملائكة" إشارة للحديث السابق.
والذي أراه أن هذه اللغة رديئة، بدليل أنه لا يستعملها في وقتنا الحاضر إلا الصبيان الصغار الذين لم يتمرسوا بالفصاحة، وكذلك عوام الناس في اللهجة الدارجة، حيث يقول الصغار في موضوعات الإنشاء "انصرفوا الطلبة" ويقول العوامّ "صحُوا الأطفال".
[عامل الفاعل المؤنث من حيث التأنيث وتركه]
ينبغي قبل الحديث عن هذا الموضوع فهم أمور ثلاثة هي "كيفية تأنيث العامل فعلا أو شبه فعل، المؤنث الحقيقي التأنيث، المؤنث المجازي التأنيث".
أ- فأما تأنيث العامل، فإنه إن كان فعلا ماضيا لحقته تاء التأنيث الساكنة، مثل "أورقتْ، سمتْ، أثمرتْ، ترامتْ" وإن كان فعلا مضارعا، فإن تأنيثه يكون بمجيء حرف المضارعة "التاء" في أوله إشارة للمفردة الغائبة، مثل "تنمو، تورق، تثمر، تحصد، تجمع، تُثري" وإن كان العامل اسما يشبه الفعل -كاسم الفاعل أو اسم المفعول- فإن تأنيثه يكون بإلحاق التاء المتحركة في آخره، تقول "مؤدبة، طيّبة، محافظة، متبرجة، مذمومة، مهانة".