للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة اللمعان ونوعه، ويلاحظ أيضا أن "الهُدَى" في المثال الثاني قد أضيف إلى "النجاة" فبينت أيضا نوع الهدى وسمته، ويطلق على هذه الصورة اسم المفعول المطلق المبين للنوع، حيث يتضح المقصود منه بواسطة الوصف أو الإضافة غالبا.

الصورة الثالثة: المبين للعدد:

قَذَفَ اللاعبُ الكرةَ نحو الشِّباكِ قَذْفَةً مُحْكَمَةً.

فضربَها حارسُ المرمى ضربتين، فأبعدها عن مرماه.

يقصد بهذه الصورة أن يكون المصدر دالًّا على المرة، أو يكون مثنى أو مجموعا -كما ترى في الأمثلة- ومن ذلك قول القرآن: ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ (١).

[ما ينوب عن المصدر في المفعول المطلق]

ينوب عن المصدر في المفعول المطلق أمور كثيرة، من أهمها الأمور الخمسة التالية:

١ - اللفظتان "كل، بعض" مضافتين للمصدر، تقول: "بعد أن نمتُ بعضَ النَّوْمِ أرِقْتُ كُلَّ الأرَقِ" ومن ذلك قول القرآن: ﴿فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾ (٢) وقول المجنون:

فيا لَيْلَ كَمْ من حَاجَةٍ لي مُهِمَّةُ … إذا جئتُكم باللّيلِ لم أدرِ ما هيا

خلِيليّ إلّا تبكيا لِيَ ألتمسْ … خليلًا إذا أنزفْتُ دمعي بَكَى ليا

فما أشْرُفُ الأيْفَاعَ إلّا صبابةً … ولا أنشد الأشعارَ إلّا تداويا


(١) الآية ١٤ من سورة الحاقة.
(٢) من الآية ١٢٩ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>