للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلوعَ القمر" أو بسبب صفات لفظية في العطف، مثل: "سعيتُ وصديقًا لي لإدراك الحفل" (١).

[٣ - ترجح المفعول معه على العطف.]

وذلك إذا أوهم العطف معني لا يريده المتكلم أو معنى بعيدا يحتاج للتأويل، ومن شواهد ذلك قول الشاعر:

فكونوا أنتم وبَنِي أبيكم … مكانَ الكُلْيَتَيْنِ من الطِّحَالِ (٢)

فإنه لو قدر العطف يكون المعنى أنه يطلب منهم ومن بني أبيهم ما طلبه في الشطر الثاني، وهذا غير مقصود للشاعر، وإنما يقصد أن يطلب منهم فقط أن يكونوا مع بني أبيهم كما صور في الشطر الثاني، ومن أجل ذلك ترجح النصب مفعولا معه على العطف على ما قبله.


(١) في هذا المثال لا يصح العطف؛ لأن الضمير المتصل المرفوع لا يصح العطف عليه إلا بعد توكيده بضمير منفصل، بأن يقال: "سعيت أنا وصديق لي". وما لم يوجد التوكيد، لا يصح العطف.
(٢) الكليتين: تثنية كلية بضم الكاف، الطحال: بكسر الطاء، بني أبيكم: الإخوة وأولاد العم.
الشاهد: في "كونوا أنتم وبني أبيكم" إذ يطلب ممن يخاطبهم فقط أن يكونوا مع أبناء أبيهم متماسكين متصلين تماسك الكليتين مع الطحال، وهذا المعنى يناسبه أن تكون الواو بمعنى "مع" ولو جعلت الواو للعطف لكان مقتضى الكلام أنه يطلب ممن يخاطبهم ومن بني أبيهم أيضا التماسك والاتصال، وهذا المعنى لا يريده الشاعر، بل يريد المعنى الأول، ولذلك ترجح أن تكون "بني أبيكم" منصوبة على أنها مفعول معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>